تاريخ النشر : 27-05-2023
المشاهدات : 264
السؤال
السلام عليكن ورحمة الله تعالى وبركاته
شخص اشترى قطعة أرض بمال حرام ويريد أن يبيعها فما حكم مال البيع وكيف يتصرف فيه هل هو حلال ؟
جزاك الله خيرا
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال 
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد: من المعلوم أن الأصل في جميع البيوع الحل والجواز لقول الله عز وجل قال ( وأحل الله البيع وحرم الربا ) ولدلالة السنة النبوية القولية والفعلية والتقريرية، وعلي ذلك أكثر أئمة المسلمين، إلا أنه قد يطرأ علي هذا الأصل بعض الأشياء تخرج الكسب من دائرة الحل إلي دائرة الحظر ولذا يقول أهل العلم ( الأصل في البيع الإباحة والصحة حتي يقوم دليل علي الحظر أو الفساد ) الموسوعة الفقهية الكويتية 143/9)
أي أن ما سكت عنه الشرع أوسع مما نهي عنه. ومن المكاسب ما قامت الأدلة الشرعية علي حرمته 
1- إما لذاته 
2- أو لطريق كسبه  
3 - أو لما يؤول إليه 
وجواب سؤالك في القسم الثاني وهو ما حرم لطريق كسبه.
حرم الإسلام كل عقد مبني علي عوض عن كسب محرم كبيع سلعة مسروقة أو مغصوبة قال شيخ الإسلام ابن تيمية (الأموال المغصوبة والمقبوضة بعقود لا تباح بالقبض إن عرفه المسلم اجتنبه ......فإن هذا عين مال ذلك المظلوم ) مجموع الفتاوي 323/29)
وعليه فإن الرجل الذي اشتري أرض بمال محرم من سرقة مثلا أو رشوة أو مال ربا أو بتجارة خمر أو مخدرات وما شابهها من المحرمات لا يحل له ثمن بيع هذه الأرض وهي عين مال المظلوم- الذي سرق أو أخذ منه الرشوة أو أخذ منه الزيادة في الربا أو هو مال محرم وإن لم يتعلق بحق أحد كثمن الخمر أو المخدر فهذا المال ليس له حق في استخدامه ببيع قطعة الأرض وإنما إما أن يرد لصاحب المال الأصلي إن تعلق المال بمعين أو يصرف علي فقراء المسلمين والمصالح العامة كرصف الطرق وتمهيدها والمشاركة في بناء المستشفيات ونظائر ذلك من الأعمال. هذا إذا لم يتعلق المال المحرم بحق معين

logo